الثلاثاء، 31 مايو 2011

قصة ( م ) - قصة حقيقية تحدث فصولها الآن ( الجزء الأول ) .

كان شاهداً عليها / جمال عبد الرحيم



( م ) فتاة ولدت في بيت مسيحي – لم تولد مسيحية لأن كل مولود يولد على الفطرة ، كما أخبر الصادق الذي لا ينطق عن الهوى – لم تعرف من الدين غير ما تتلقاه في البيت أو الكنيسة ، لم تسمع غير أن يسوع هو الإله الذي تجسد و صلب و مات من أجلها ، من أجل خلاصها ، لم تناقش لماذا ينزل الله من السماء ليضرب و يصفع على قفاه ويبصق عليه و يستهزأ به ( حاشا لله ) فقط من أجل تكفير خطايا البشر !!!

لماذا لا يقول ( يا عبادي قد غفرت لكم ) و تنتهي القصة ؟   أبدا لم تسأل ..

تمر الأيام و السنوات و يتفتح عقلها في سنوات الدراسة و تتعرف على صديقات مسلمات – منهن المنقبات و المحجبات و منهن غير ذلك – و لكن أبدا لم تتحدث إلى واحدة عن العلاقة بين الإسلام و المسيحية .

حتى كان ذلك اليوم الذي غير مجرى حياتها .

تدير ( الريموت كنترول ) بين القنوات لتعثر على إحدى القنوات المسيحية التي تبث من خارج مصر .
تستمع إلى القمص الذي يتحدث و تتعرف عليه لأول مره .
( القمص زكريا بطرس ) يتحدث عن الإسلام .
كان يسب الإسلام و رسول الإسلام ( صلوات ربي و سلامه عليه بأبي هو و أمي و روحي )
و كان يدعي ( كذباً ) أنه يحب المسلمين و يريد هدايتهم ؟؟!!

لم تستمع إليه و تصفق كما يفعل الكثيرون من الغافلين .
و لكن أحضرت قلماً و أوراقاً و أخذت تسجل ما يقول .
و بداخل عقلها يدور سؤالان :
- هل ما يقوله القمص حقيقي ؟ و ماذا لو كان يكذب ؟
- ما هو موقف المسلمين من كلمات القمص ؟

طرحت تساؤلاتها على إحدى صديقاتها المقربات من المسلمات ، المسلمة ( ككثير من أخواتنا ) لا تعرف الكثير في الإسلام . و لا تعرف كيف ترد الشبهات ؟؟

لم تجد أمامها إلا الكنيسة التي فرح من فيها حينما سألته عن كل ما يقوله ( زكريا بطرس – الذي يطلق عليه المسلمون زيكو بكابورت لقذارته ) و لكنها لم تجد ردا شافياً  .

و كفتاه تعشق عالم الإنترنت اتجهت إلى هناك و أخذت تتجول في المواقع الإسلامية و المسيحية على السواء وتطرح تلك التساؤلات ، كانت حينما تتلقى ردا من مسلم تحس بأنه يهاجم دينها و قناعتها فتعرض عنه .

حتى ساقها القدر ( الإيمان بالقدر خيره و شره واحد من الأركان الستة للإيمان في الإسلام ) ساقها القدر إلى أحد المواقع الإسلامية الذي استقبل تساؤلاتها ببشاشة و ترحاب على غير المتوقع . و أخذ بعض من في الموقع يشرح لها ما قاله زكريا و يرد عليه بهدوء . و بعدها انتقل المشرف على الموقع إلى الاستشهاد بكتابها الذي تؤمن به في نقض مزاعم ( القمص زيكو ) .

و لأول مرة تقرأ في كتابها ما تخجل منه و ما كانت غافلة عنه .
تقرأ قصة زنا الأختين أهوله و أهوليبه في العهد القديم .

و أخذت تقارن بين أخلاق الأنبياء التي وصفها القرآن الكريم خير وصف
و بين أخلاق الأنبياء في العهد القديم – و أخذت تتساءل :

- هل يمكن أن يسكر نبي الله نوح ؟؟
- هل يمكن أن يزني لوط مع بناته ؟؟
- هل يمكن أن يزني داود مع زوجة جاره و يقتله لكي يتزوجها ؟؟
- هل يكذب إبراهيم ؟؟
- هل يكفر سليمان ؟؟

أخذت تشعر بمطارق تطرق رأسها ليل نهار .
لا يمكن أن يكون كل ذلك صحيحاً .
كيف يمكن أن يرسل الله لصوص و زناه و قتله لهداية الناس .

تابعت التردد على الموقع الإسلامي و أخذت تسأل و تستمع للإجابات و تقارن بين ما تؤمن به و ما تعرفه لأول مرة .

و مرة أخرى حملت كل ما تعلمته و اتجهت للكنيسة التي واجهت أسئلتها بغضب .

نكمل في الموضوع القادم إن شاء الله ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق