الجمعة، 8 أبريل 2011

بوش و معركة هرمجدون


كتب / جمال عبد الرحيم

بعد قراءاتي لعدة كتب و مؤلفات عن معركة هرمجدون
و رؤية مدى الإيمان المسيحي الصهيوني بأحداث المعركة

و خاصة كتابات اليميني الأميركي الراحل  القس جيري فالويل
و كتابات غريس هالسل في كتابها  يد الله  

و عبارات الواعظ الأميركي الأشهر  بيلي غراهام و هو يخبر بالقول «إن المعركة الرهيبة التي ستتجمع فيها كل جيوش العالم، معها ستصبح عاصفة الصحراء كلعبة الأطفال أمام الرعب المتوقع، وفي الألف سنة الحرفية يعد وجود إسرائيل في مواجهة الأمم أمرا حتميا ومواجهة لا بد من حدوثها شئنا أم أبينا، وهذا يؤكد أننا نقترب اليوم من بداية هذا الملك، ذلك أنه طالما بقيت حكومات على الأرض وساد ملوك فإن الشر هو الذي سيسمح بقرب ساعة الخلاص والمواجهة، أي إنه نفس المنهج الذي حذر منه البعض من قبل (فلنرتكب السيئات لكي تأتينا الحسنات) فحتى لو كان تجمع اليهود على حساب ساكني الأرض الأصليين فلا يهم في شيء لأن الغرض الأسمى هو تهيئة المسرح للملكوت


تذكرت  أحد الأخبار التي انتشرت أيام غزو العراق :
يقول الخبر ان الرئيس بوش اتصل بالرئيس الفرنسي شيراك قبل أيام قليلة من غزو العراق ليحثه على تغيير موقفه. أدلى بوش في هذا الاتصال بحجج كثيرة حول عدالة الغزو أو الحرب، لينتهي إلى القول أن هذه الحرب إنما هي تنفيذ لإرادة الله، وليست شيئاً أقل من ذلك، أو غير ذلك. وتابع بوش يقول وسط ذهول الرئيس الفرنسي لما يسمع وعجزه عن فهمه وتفسيره:
"
اسمع يا صديقي الرئيس: لقد أخذتُ على عاتقي تخليص العالم من الدول المارقة والشريرة وسأعمل على خوض معركة "هرمجدون" بكل ما أوتيت من قوة، من أجل القضاء على "غوغ" و"ماغوغ"..

ولم يفهم شيراك، كما تقول النوفيل أبوسرفاتور، ما الذي قصده بوش بمعركة "هرمجدون" وبما سماه "غوغ" و"ماغوغ"!! 

فما ان اقفل الهاتف حتى استدعى مستشاريه في الأيليزيه وروى لهم ما قاله له بوش حول أن العناية الإلهية تدعوه لغزو العراق.
ولكن ما طلبه شيراك من هؤلاء المستشارين، وعلى وجه التحديد، هو إفادته بسرعة عما عناه الرئيس الأميركي بالعبارات الثلاث التي اشكل فهمها عليه وهي "هرمجدون" و"غوغ" و"ماغوغ".. 
ويبدو أن المسألة استلزمت وقتاً للحل ،ذلك أن الطائفة الكاثوليكية التي يدين بها أكثر الفرنسيين لا تركز على مثل هذه العبارات الواردة في التوراة. لذلك اتصل مستشارو شيراك بزعماء الفرع الفرنسي للفرقة الانجيلية التي ينتمي إليها بوش ليسألوهم عن فحوى هذه العبارات.. 
عندها توضح كل شيء: فبوش يعتقد ان المعركة الكونية الحاسمة بين قوى الخير وقوى الشر ستجري قريباً في العالم في مكان يسمى في التوراة "هرمجدون"، ان "غوغ" و"ماغوغ" هما "يأجوج" و"مأجوج" الواردان في سفر حزقيال، الشريران اللذان يأتيان من بابل إلى إسرائيل في محاولة لسحقها.

ولما كان بوش مع إسرائيل بالطبع على أساس ان وجودها ضروري للمجيء الثاني للمسيح، فإنه يسارع إلى المنطقة للقضاء على "يأجوج" و"مأجوج" مستبقاً ضربتهما المتوقعة لشعب الله المختار!

عند ذلك أدرك شيراك مدى خضوع بوش لتعاليم الفرقة الانجيلية التي ينتمي إليها، واقتناعه بأن سياسته إنما هي تنفيذ أمين لإرادة "القدير" العليا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق